إن موضوع النسخ والإنساء من أهم المواضيع التي استغلها جنود السلطان من أجل إخراج دينهم الجديد متناسين دين الله الحقيقي الموجود في كتاب الله (القرآن الكريم).
ولذلك فإني أعتبر فهم المسلم المعاصر لهذا الموضوع بالذات هو حجر الزاوية الأساسي في فهم دين السلطان, ومن بعدها سوف يجد المسلم الباحث عن الحقيقة كيف أن السلطان قد دفع الملايين من الدراهم في دعم هذه الفكرة الخطيرة في الإسلام والتي تمت توارثها عبر عصور السلاطين من بعدهم وإلى يومنا هذا.
لكن الله تعالى لن يغفر لنا أبداً هذا النحو الذي حرف دفة المسلمين من الإيمان بكتابه "القرآن العظيم" وتبديله والإيمان بما تتلوه عليهم الشياطين. وذلك بسبب عدم استخدامنا لعقولنا "الميزان والكاشف" لذلك الإشراك, ويجب أن أذكر الإنسان أنه يختلف عن الحيوان بما يملك من عقل الذي يؤمن له الإيمان والإطمئنان والحرية والإرادة.
وكي يفهم المسلم موضوع النسخ والإنساء من جديد يجب أن ينسى كل ما سمعه من آبائه وأجداده وشيوخه وأساتذته ومعلميه من نعومة أظافره إلى حلمه وكبره حتى لا يختلط عليه الأمر فيقع في وادي السلطان ومصلحته وتسلب منه الحقيقة والدين والدنيا والآخرة.
والمسلم حر في أن يقبل كلامي أو لا يقبله لكن ما أقوله الآن هو حقيقة وسأبرهن عليها وإن أراد أن يتحرى فله ذلك كما قال تعالى في كتابه العزيز :
(يا ايها الذين امنوا ان جاءكم*فاسق*بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) الحجرات 6
والفاسق هو : كل من خالف الإجماع.
فسق عن الأمر : خرج عنه.
وحتى لا يتهمني بعضكم بأني أتكلم من فراغ فله الحق أن يسألني عن البرهان.
وقال الله تعالى :
(ونزعنا من كل امة شهيدا فقلنا هاتوا*برهانكم*فعلموا ان الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون )القصص 75
وفي اعتقادي أن المسلم بعد أن يعود إلى فهم النسخ والإنساء على حقيقته سيكون له بعدها أن يفهم أسباب استخدام هذا السلاح من قبل السلطان لتقويض دين الله الحنيف.
وسيعرف بعدها ماهية الدين الجديد الذي أنتجوه ونسبوه للرسول وقالوا عنه دين محمد وشرع محمد وهدي محمد, وأشركوا معه الصحابة من أمثال أبي بكر وعمر وعثمان (رض) أجمعين.
إني أعترف أني حاولت أن أبحث عن الموضوع في الصحاح فلم أجد إلا قصص متفرقة هنا وهناك تحاول التأكيد على عدد ركعات الصلاة التي قام بها المسلمون والكفار والجن والإنس جميعهم معا, عندما أنزل الله آيات سورة النجم.
ثم نظرت في كتاب الطبري, فلم أجد شيئاً.
ولكننا إن عدنا إلى كتب السيرة وتاريخها نجد أن الحقيقة التاريخية مازالت هناك لكني سأرجئها إلى ما بعد إظهار مآرب السلطان منها وكيف استخدم تلك الآية من أجل مصلحته في قلب الدين رأساً على عقب.
لأني كما شرحت لكم مراراً فالسلطان ومن ورائه الملأ وهم المستفيدون من حكمه ونظامه من أغنياء البلاد وتجارها ووجهائها وكبار الموظفين والمساعدين كالوزراء والمستشارين في الحكم, نجدهم غالباً مقربين من رجال الدين إن لم يكونوا هم فعلاً من الأئمة أنفسهم, إن كان الحكم دينياً في البلاد, كما كان الحال في مملكة اليهود أيام سليمان وداوود وأيام العصور الوسطى في أوروبا بزعامة الكنيسة . وأيام الخلافة الإسلامية المختلفة إنتهاءً بخلافة العثمانيين.
فإن كل أولئك أدركوا منذ اللحظة الأولى التي استلموا فيها الحكم أن مصالحهم الخاصة تتعارض مباشرة مع كتاب الله الذي ينظر إلى مصالح الناس بشكل عام. فعملوا على إزالته بالتدريج, ومن دون عنف, مستخدمين وسائل الإقناع من خلال منابر المساجد, خطاباً موجهاً من العالم إلى الجاهل, وساعدهم على ذلك عدم توفر الطباعة وغلاء أسعار الكتب المستنسخة بحيث يستحيل على أفراد الشعب البسيط والعادي اقتناء نسخ مخطوطة من القرآن الكريم في ذلك الوقت.
ولا نستطيع أن نقول أن رجال الدين كلهم كانوا مع السلطان فلقد بقيت فئة قليلة لم يصلها السيف, واختبأت عن العلن فتخلص منهم السلطان بعزلهم ومطاردتهم وإتهامهم بالكفر والخروج عن الجماعة وحرق كل ما كانوا يكتبونه بعد موتهم إن لم يستطع حرقها أثناء حياتهم, وقت كتبت موضوعا كاملاً بهذا الشأن تحت عنوان تاريخ الإسلام الأسود.
وهؤلاء قد منع جنود السلطان الأخذ عنهم فيما يروونه من أحاديث وروايات صحيحة عن الرسول لأنها تتعارض مع سياسة السلطان وخطته العامة.
والدولة كانت تحارب وبكل قوتها تلك الفئة المتنورة التي تقول الحقيقة, فصار عددهم يتناقص إلى أن أصبحوا من الندرة لدرجة يمكن أن يعدهم المرء على أصابعه في أمة كبيرة مترامية الأطراف من الصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً, وإلى السودان والصومال جنوباً وبلاد الشركس شمالاً.
وبعد هذه المقدمة الطويلة سوف أنتقل بكم لأشرح لكم حقيقة النسخ والإنساء في القرآن الكريم.
لقد ذكر الله تعالى كلمة النسخ في القرآن مرتين فقط :
المرة الأولى أتت في الآية التالية :
(وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته*فينسخ*الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم ) الحج 52
ولنرى ما جاء في هذا الموضوع في تاريخ البداية والنهاية لإبن كثير الدمشقي :
(ثم ذكر ابن اسحق من عاد من مهاجرة الحبشة إلى مكة وذلك حين بلغهم إسلام أهل مكة وكان النقل ليس بصحيح. ولكن كان له سبب وهو ما ثبت في الصحيح وغيره أن رسول الله (ص) جلس يوماً مع المشركين وأنزل الله عليه :
(والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما*غوى ....
فقرأها عليهم حتى ختمها وسجد. فسجد من هناك من المسلمين والمشركين والجن والإنس وكان لذلك سبباً ذكره كثير من المفسرين مستشهدين بآية النسخ, وذكروا قصة الغرانيق.
وقد أحببت الإضراب عن ذكرها الآن صفحاً لبلوغ قصتها من الصحيح.(المؤلف).
الحديث رقم 4862 من صحيح البخاري :
حَدَّثَنَا*مُسَدَّدٌ*قَالَ حَدَّثَنَا*عَبْدُ الْوَارِثِ*قَالَ حَدَّثَنَا*أَيُّوبُ*عَنْ*عِكْرِمَةَ*عَنْ*ابْنِ عَبَّاسٍ*رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا**أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ*الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ.**وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ
والحديث رقم 4863
حَدَّثَنَا*نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ*أَخْبَرَنِي*أَبُو أَحْمَدَ*حَدَّثَنَا*إِسْرَائِيلُ*عَنْ*أَبِي إِسْحَاقَ*عَنْ*الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ*عَنْ*عَبْدِ اللَّهِ*رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ*:*أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ وَالنَّجْمِ قَالَ فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ إِلَّا*رَجُلًا رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا*مِنْ تُرَابٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا وَهُوَ*أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ
وهكذا ترون أن حديث ابن عباس لم يذكر لكم فيها قصة الغرانيق ابداً وحديث عبد الله حاول أن يبعد الموضوع بلإبهام بأنه يتعلق بمواقع السجدات في آيات القرآن الكريم, والظاهر أن الموضوع كان من الأشياء المحظور نشرها فلم يستطع البخاري أن يذكر أكثر من ذلك ايضاً.(المؤلف).
حاولت أن أبحث في تاريخ الطبري فوجدته, كما وجدته في أسباب النزول للواحدي طبع دار القبلة – المملكة العربية السعودية – جدة 1987.
وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن رسول الله (ص) قرأ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ! ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا ! فجاء جبريل فقال: إقرأ عليَّ ما جئتك به ، فقرأ: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى . (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى !) فقال : ما أتيتك بهذا ، هذا من الشيطان !! فأنزل الله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ). . . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير . . . الخ !! انتهى .
وقد تجرأ بعض العلماء السنيين وردُّوا روايات الغرانيق ولكنهم (ضعفوا سندها) رغم صحته عندهم ، من أجل أن لا يطعنوا في مؤلفي صحاحهم والموثقين من رواتهم ! (المؤلف).
قال المجلسي في بحار الأنوار:17/56:
قوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ . . . قال الرازي : ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية أن الرسول لما رأى إعراض قومه عنه شق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به تمنى في نفسه أن يأتيهم من الله ما يقارب بينه وبين قومه ، وذلك لحرصه على إيمانهم فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله وأحب يومئذ أن لا يأتيه من الله شئ ينفروا عنه وتمنى ذلك ! فأنزل تعالى سورة والنجم إذا هوى ، فقرأها رسول الله (ص) حتى بلغ: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ألقى الشيطان على لسانه: (تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى).. ! فلما سمعت قريش فرحوا ومضى رسول الله (ص) في قراءته وقرأ السورة كلها ، فسجد المسلمون لسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين ، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد ، سوى الوليد بن المغيرة وسعيد بن العاص ، فإنهما أخذا حفنةً من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها ، لأنهما كانا شيخين كبيرين لم يستطيعا السجود ، وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر ، فلما أمسى رسول الله أتاه جبرئيل فقال: ماذا صنعت ! تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله ، وقلت ما لم أقل لك ! فحزن رسول الله (ص) حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً عظيماً حتى نزل قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) . . الآية .
وقال الإمام أبوبكر البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ثم أخذ يتكلم في أن رواة هذه القصة مطعونون ، وأيضاً فقد روى البخاري في صحيحه أنه صلى الله عليه وآله قرأ سورة ( والنجم ) وسجد فيها المسلمون والمشركون والانس والجن وليس فيه حديث الغرانيق ، وروى هذا الحديث من طرق كثيرة وليس فيها البتة حديث الغرانيق .
وأما المعقول فمن وجوه:
أحدها: أن من جوز على الرسول (ص) تعظيم الأوثان فقد كفر ، لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه (ص)كان في نفي الأوثان .
وثانيها: أنه (ص) ما كان يمكنه في أول الأمر أن يصلي ويقرأ القرآن عند الكعبة آمناً لأذى المشركين له ، حتى كانوا ربما مدوا أيديهم إليه ، وإنما كان يصلي إذا لم يحضروها ليلاً أو في أوقات خلوة ، وذلك يبطل قولهم .
وثالثها: أن معاداتهم للرسول صلى الله عليه وآله كانت أعظم من أن يقروا بهذا القدر من القراءة دون أن يقفوا على حقيقة الأمر ، فكيف أجمعوا على أنه عظم آلهتهم حتى: ( خروا سجداً ) ، مع أنه لم يظهر عندهم موافقته لهم .
ورابعها: قوله: فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ، وذلك أن أحكام الآيات بإزالة تلقية الشيطان عن الرسول أقوى من نسخه بهذه الآيات التي تنتفي الشبهة معها ، فإذا أراد الله تعالى إحكام الآيات لئلا يلتبس ما ليس بقرآن قرآناً ، فبأن يمنع الشيطان من ذلك أصلاً ، أولى .
وخامسها: وهو أقوى الوجوه: أنّا لو جوزنا ذلك ارتفع الأمان عن شرعه ، وجوزنا في كل واحد من الأحكام والشرائع أن يكون كذلك ، ويبطل قوله تعالى: (بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ، فإنه لا فرق بين النقصان من الوحي وبين الزيادة فيه !
فبهذه الوجوه عرفنا على سبيل الإجمال أن هذه القصة موضوعة ، أكثر ما في الباب أن جمعاً من المفسرين ذكروها لكنهم ما بلغوا حد التواتر . وخبر الواحد لا يعارض الدلائل العقلية والنقلية المتواترة ... انتهى
.
ولم يلتفت هذا المفسر الكبير إلى أن الآية : (بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) التي ادعوا أنها نزلت على أثر القصة مدنية ، نزلت بعد النجم بنحو عشر سنوات ! كما لم يلتفت إلى أن رواية البخاري وغيره التي ذكرها هي قصة الغرانيق بعينها !
كما لم يشرح أي منهم سبب سجود المشركين مع المسملين عند نزول الآية.
كما لم يشرح سبب عودة المهاجرين من الحبشة لمكة.(المؤلف).
ولكن كان لهذا الأمر الجلل سبب وهو ما ثبت في الصحيح وغيره أن رسول الله (ص) جلس يوما مع المشركين وأنزل الله عليه :
1.أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى
2.وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى
والقى الشيطان بهذه الكلمات على صدر الرسول :
تلك الغرانيق العلى
وإن شفاعتهن لترتجى
وهذا كله إن دل على شيء فإنه يدل على نزول الآية التالية :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
وأنها حدثت مرة واحدة فقط في القرآن وكانت مما ألقاه الشيطان في أمنية الرسول كما رأينا ذلك من القصص التي سقناها من السيرة والصحاح وأكدتها الآية, بشكل تام.
لكن السلطان لم يرد أن يظهر هذا الموضوع على الإطلاق بل أنه أصر على النقاط التالية :
1 ـ هل تقبلون هذه الفرية على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟!*
2 ـ ما رأيكم في رواية البخاري ومسلم لها وحذفهما اسم الغرانيق منها ؟!*
3 ـ مادام البخاري يروي أمثال هذه الطامات الكفرية، فلماذا تصرون على أنه صحيح من الجلد الى الجلد، ولاتخضعون رواياته للبحث العلمي، ولا تعطون للمجتهدين حق الجرح والتعديل والبحث فيها ؟!*
4 ـ ما رأيكم في تناقض الفخر الرازي في قصة الغرانيق، وهل صحيح أن المجلد الأخير من تفسيره ليس بقلمه، بل بقلم القمولي المصري ؟!*
5 ـ ما قولكم في استغلال أعداء الإسلام أمثال بروكلمان ومونتغمري وسلمان رشدي، لقصة الغرانيق، وما سموه الآيات الشيطانية، وهل تتحمل مصادركم إثم ذلك ؟!*
6 ـ ألا ترون أن للخلافة القرشية ضلعاً في نشر فرية الغرانيق ؟!
أي أنهم بدلاً من الإعتماد على نص القرآن بأن الموضوع قد حدث فعلاً وأنه مما ألقى الشيطان وأن الله قد نسخ ما ألقاه الشيطان ووضع مكانه كلماته ليحق الحق فهم كذبوا الموضوع من أساسه لا بل حتى أنهم طعنوا بسند الرجال الثقاة بالنسبة إليهم في علم التعديل والتجريح وطعنوا في كتاب الصحاح وطالبوا المجتهدين للعودة إلى البحث فيها من جديد, واعتبروا أن الأمر متعلق بالمستشرقين وأعداء الإسلام ليبرهنوا أن القرآن فيه آيات شيطانية, وزادوا في ذلك أن للخلافة القرشية يد في نشر هذه القصة.
ولكن المهم والأهم هو لماذا أراد السلطان إخفاء حقيقة هذه القصة ؟ سيأتي في كيفية استخدامه للناسخ والمنسوخ إن لم يكن مما ألقاه الشيطان فهو يريد أن يفهمنا أن الله ينسخ كلامه في القرآن وليس مما ألقاه الشيطان فيه.(المؤلف).
أولاً: رأي النصارى في موضوع : عيوب الناسخ والمنسوخ
القرآن وحده من دون سائر الكتب الدينية يتميز بوجود الناسخ والمنسوخ فيه، مع أن كلام الله الحقيقي لا يجوز فيه الناسخ والمنسوخ:
*لأن الناسخ والمنسوخ في كلام الله هو ضد حكمته وصدقه وعلمه. فالإنسان القصير النظر هو الذي يضع قوانين ويغيرها ويبدلها بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف. لكن الله يعلم بكل شيء قبل حدوثه. فكيف يقال إن الله يغيّر كلامه ويبدله وينسخه ويزيله؟ أليس من الأوفق أن ننزه الله فنقول لَيْسَ اللّهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ، وَلَا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ ؟ (عدد 23: 19).
*
لأن الناسخ والمنسوخ ليس له وجود في اليهودية ولا المسيحية. قال المسيح: لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ (متى 5: 17-18).
*
لأن الناسخ والمنسوخ يفتح باب الكذب والادعاء، فإذا قال مدَّعي النبوة قولاً وظهر خطؤه، أو إذا اعترض سامعوه عليه قال إنه منسوخ ويأتي بقولٍ آخر فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ (سورة الحج 22: 51).كما ينسخ إله محمد ما يلقيه عليه من قرآن (سورة البقرة 2: 106
*
لأن محمداً اعتبر الناسخ والمنسوخ مِن نفس كلام الله. فهل كان المنسوخ كلاماً إلهياً مكتوباً في اللوح المحفوظ؟ وهل يترتب على نسخه في القرآن نسخه أيضاً في اللوح المحفوظ؟ وكيف يسمح الله لكلامه العزيز بالزوال والاهمال؟ وإلا فلماذا كتب؟
*
*لأن الناسخ والمنسوخ متغلغل في جميع أجزاء القرآن بحيث يتعذر على الراسخين في العلم لديهم, معرفة الناسخ والمنسوخ بطريقة لا تقبل الشك، مما يجعل أقوال القرآن مبهمة ملتبسة. فقد قالوا إن السور التي دخلها المنسوخ ولم يدخلها ناسخ هي أربعون سورة، أولها الأنعام ثم الأعراف، يونس، هود، الرعد، الحجر، النحل، الإسراء، الكهف، طه، المؤمنون، النمل، القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، المضاجع، الملائكة، الصافات، صَ، الزمر، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، محمد، قَ، النجم، القمر، الامتحان، نون، المعارج، المدثر، القيامة، الإنسان، عبس، الطارق، الغاشية، التين، الكافرون.
*
والسور التي فيها ناسخ وليس فيها منسوخ هي ست سور:*الفتح، والحشر، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، والأعلى.
*
والسور التي دخلها الناسخ والمنسوخ هي*خمس وعشرون سورة، أولها البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، وإبراهيم، والكهف، ومريم، والأنبياء، والحج، والنور، والفرقان، والشعراء، والأحزاب، وسبأ، وغافر، والشورى، والذاريات، والطور، والواقعة، والمجادلة، والمزمل، والكوثر، والعصر.*والسور التي لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ هي ثلاث وأربعون سورة. فذلك*مائة وأربع عشرة سورة.
فإذا جرد القرآن من الناسخ والمنسوخ كان كراسة صغيرة. ومع ذلك ادَّعوا أنه المعجزة الكبرى.
*لأن النسخ في القرآن عند علماء المسلمين ثلاثة أنواع:
فالنوع الأول ما نُسخ تلاوته وحكمه. أي بعد كتابته وقراءته لم يكتبوه ولم يقرأوه!
والنوع الثاني ما نُسخ حكمه وبقيت تلاوته. وهو مقدار كبير من آيات القرآن يقرأونها ويعتقدون أن أحكامها ملغية فلا يعملون بها!
والنوع الثالث ما نُسخت تلاوته وبقي حكمه. وأمام هذا النوع: نسأل لماذا يكلفنا الله أن نعمل بآيةٍ غير موجودة؟ ألم يكن الأولى أن تبقى في كتابه حتى يحاسبنا بمقتضاها؟
ثانياً: أمثلة للناسخ والمنسوخ
المنسوخ السلم في سبيل الدعوة
·********لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ (سورة البقرة 2: 256).
الناسخ القتال في سبيل الدعوة
·********قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (سورة التوبة 9: 29).
·********وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة يونس 10: 99).
·********يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ (سورة التوبة 9: 73).
·********قصاص الحبس للزانيات
·********قصاص الجلد للزانيات
·********وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَا سْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي البُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ المَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَ هُنَّ سَبِيلاً (سورة النساء 4: 15).
·********الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَا جْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَائَةَ جَلْدَةٍ (سورة النور 24: 2).
·********ثبات الواحد للعشرة
·********ثبات الواحد للاثنين
·********إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْنِ (سورة الأنفال 8: 65).
·********الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مَائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مَائَتَيْنِ (سورة الأنفال 8: 66).
·********أمر الزوجة المتوفَّى عنها زوجها بالاعتداد سنةً كاملة
·********أمر الزوجة المتوفَّى عنها زوجها بالاعتداد أربعة أشهر وعشرة أيام
·********وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (سورة البقرة 2: 240).
·********وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (سورة البقرة 2: 234).
·********الخمر إثم وفيها منافع للناس
·********الخمر رجس من عمل الشيطان
·********وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا (سورة البقرة 2: 219).
·********يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَا جْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة المائدة 5: 90).
·********ثالثاً: الأسباب الحقيقية للناسخ والمنسوخ
·********1 -*لماذا نُسخ تحريم القتال في الشهر الحرام؟
·********جاء في سورة البقرة 2: 217 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ*.
·جاءت هذه الآية الناسخة بعد القتال الذي قام به عبد الله بن جحش الأسدي في الشهر الحرام وإعطائه خُمس السلب لمحمد، وتعيير قريش لمحمد لسبب ارتكاب المسلمين القتال في الشهر الحرام. فلكي يُسكتهم ويُرضي أصحابه ويبرر سلبه قال بهذه الآية الناسخة!
·*2 -*لماذا نسخ بيت المقدس كقِبلة صلاته؟
·*جاء في سورة البقرة 2: 144 قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
·*جاءت هذه الآية الناسخة بعد أن كان المسلمون يصلون مستقبِلين بيت المقدس. وأراد محمد أن يستميل العرب إليه، ولكي لا يتحولوا إلى اليهودية التيكان يقدس قبلتها، قال إن الله غيَّر له القبلة إلى القبلة التي يرضاها. فحُكم النسخ ليس حسب المشيئة الإلهية الثابتة بل حسب هوى محمد ورضاه!
·*3 -*لماذا نسخ تمسُّك الرجل بزوجته؟
·*جاء في سورة الأحزاب 33: 37 وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَا تَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَالكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ*.
·*جاءت هذه الآية الناسخة لزيد أن يتقي الله ويتمسك بزوجته زينب بعد أن خاف محمد من تعيير العرب له أنه يتزوج بزوجة ابنه بالتبنّي، مع ما سبق وأضمره محمد في نفسه ساعة رأى زينب واشتهاها، فقال: سبحان مقلِّب القلوب. ثم قال إن الله أمره بالزواج من زينب!
·*4 -*لماذا نسخ الامتناع عن النساء وقت الصيام؟
·*جاء في سورة البقرة 2: 187 أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَ هُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ*.
·*جاءت هذه الآية الناسخة بعد اعتراف أصحاب محمد، ومنهم عمر بن الخطاب أنهم خانوا نظام الصيام المتبع بإتيانهم نسائهم بعد صلاة العشاء. فجعلت الآية الناسخة الممنوع ممكناً والمحرَّم محلَّلاً!
·*5 -*لماذا نسخ ما حرمه على نفسه وحنث بالقسم؟
·*جاء في سورة التحريم 66: 1 و2 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ*.
·*روى محمد هذه الآية بعد أن أتى بمارية القبطية في بيت زوجته حفصة بنت عمر بن الخطاب، وفي غيبتها، فشقَّ ذلك على حفصة. فأرضاها وقال لها: اكتمي عليَّ وقد حرمتُ مارية القبطية على نفسي. ولكن حفصة أخبرت عائشة. فغضب محمد وطلق حفصة. فكيف السبيل لتحليل مارية بعد أن حرمها على نفسه؟ وكيف السبيل لمراجعة حفصة التي طلقها؟ أتى الناسخ يحلل ذلك، ويعفي من القسَم! فقد أمر الله بمعاشرة مارية المحرمة وبرجوع حفصة المطلقة!
·**لماذا نسخ تحريم العبث بأشجار الأعداء وقت الحرب؟
·جاء في سورة الحشر 59: 5
مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ (اللينة النخلة التي ثمرها من دون نوى).أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الفَاسِقِينَ*.
·*لما حاصر محمد يهود بني النضير بجوار يثرب، قطع نخيلهم، فنادوه من الحصون: يا محمد، قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخيل وتحريقها؟ فارتاب بعض الصحابة بجواز هذا الفعل وتأثروا من اعتراض بني النضير. فأتى الناسخ وجعل هذه الأفعال الفاسدة بإذن الله!
·7 -**لماذا نسخ الصلاة على غير المسلم؟
·جاء في سورة التوبة 9: 84
وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ*.
·*أتت*هذه الآية بعد فراغ محمد من صلاته على جثة المنافق عبد الله بن أبي سلول وإقامته على قبره حتى نهاية دفنه. وكان عمر يمانع محمداً من الصلاة عليه بسبب نفاقه فلم يمتنع. ولكن إرضاءً لعمر نزل الناسخ ليوقف تأثير الصلاة.
فما هو : الناسخ والمنسوخ ؟* :
*
**جاء في سورة البقرة 2: 106
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
إذاً هناك نسخ وإنساء
والنسخ هو إزالة ومحي و تبديل
والإنساء هو إضافة نص لحدث جديد مع الإبقاء على النص القديم.
مثال على النسخ :
النسخ لم يحصل إلا مرة واحدة في القرآن, وهو إما تبديل أو محي.
وأتت هذه الحالة الفريدة عندما تمنى الرسول أن يؤمن به مشركوا مكة فذكر ألهتهم وعظمها فألقى الشيطان في أمنيته التالي في سورة النجم :
3.أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى
4.وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى
والقى الشيطان بهذه الكلمات على صدر الرسول :
إن شفاعتهم لترتجى
والذي حدث في تاريخ البعثة أن مشركوا مكة أعلنوا اسلامهم فوراً وأنه بدأ الناس يرجعون من هجرتهم إلى الحبشة وعادوا إلى مكة.
وبعد فترة من الزمن نسخ الله ما ألقى الشيطان وأكمل الآيات على الشكل التالي :
1.أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى
2.وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى
3.أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى
4.تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى
5.إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى
6.أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى
7.فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى
8.وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى
9.إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى
10.وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا
11.فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وجاء في سورة النحل 16*:101
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ.
والتبديل لآية مكان آية أخرى هو النسخ الذي حصل في مثالنا السابق فكان جواب الكفار والمشركين أنهم اتهموا الرسول بأنه كاذب ومفتر, لأنهم لا يعلمون أن الشيطان هو الذي ألقى تلك الجملة في أمنية الرسول أصلاً.(المؤلف).
وجاء في سورة الرعد 13: 39
يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أَمُّ الكِتَابِ .
وهو ما محاه الله من المثال السابق فهو دليل على أنه يمحى النص ويثبت النص الجديد.(المؤلف).
وجاء في سورة الحج 22: 52
فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ*.
وهذا دليل على أن ما حدث في المثال السابق كان مما ألقاه الشيطان في قلب الرسول على أنه وحي من الله.(المؤلف).
إذاً النسخ هومحي وتبديل وتثبيت.
2- الإنساء.
أما الإنساء فهو تأخير نص على نص والناس يجب أن يعملوا بالنص الأحدث.
مثال على الإنساء :
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا}
*{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ}*[المزمل:20].
أو المثال التالي :
{إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[ الأنفال:65]
{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[الأنفال:66]
أ- تعريف النسخ
-1 لغة: الإزالة. يقال: نسخت الشمس الظّل، أي أزالته. ويأتي بمعنى التبديل والتحويل،
-2 اصطلاحاً: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر. فالحكم المرفوع يسمى: المنسوخ، والدليل الرافع يسمى: الناسخ، ويسمى الرفع: النسخ.
فعملية النسخ على هذا تقضي منسوخاً وهو الحكم الذي كان مقرراً سابقاً، وتقتضي ناسخاً، وهو الدليل اللاحق.
3- بعض المتفلسفين يعتقد أن النسخ هو طباعة لأنه ينظر إلى لغة اليوم ولا ينظر إلى لغة القرآن ويقول نسخت 100 نسخة من الكتاب أو أرسلت له بنسخة اضافية أن نسخت الكتاب عن الأصل أي طبق الأصل, وهكذا. لكن في لغة القرآن النسخ كما رأينا هو إزالة ومحي وتبديل, بعد اتلاف سابقتها تماماً, أما إن لم تزل وبقيت فهي إنساء أي تأخير.(المؤلف).
ب- شروط النسخ.
1.أن يكون القائم على النسخ هو الله فقط.
2.أن يكون الموضوع المنسوخ من فعل الشيطان.
3.أن يكون الموضوع المنسوخ قد تمت ازالته فعلا من النص.
4.أن يكون البديل قد ثبت في النص.
(المؤلف).
ولكن أهل الحديث والسنة عندهم شروط أخرى للناسخ والمنسوخ فهم يعتقدون التالي :
-1 أن يكون الحكم المنسوخ شرعياً.
وهذا ليس صحيحاً ولكنهم يصرون عليه لأنهم أساساً يريدون أن ينسخوا شرع الله ويضعوا بداله شرع الحديث.(المؤلف).
-2 أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم دليلاً شرعياً متراخياً عن الخطاب المنسوخ حكمه.
ودليلهم الشرعي الجديد والناسخ للقرآن هو الحديث الذي وقعوا على صحته سنداً ومهما كان متنه يناقض القرآن لأنه ناسخاً له أصلاً.(المؤلف).
-3 ألا يكون الخطاب المرفوع حكمه مقيداً بوقت معين مثل قوله تعالى:
{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}*[البقرة:109]
فالعفو والصفح مقيد بمجيء أمر الله.:
-2 ومن الحكم أيضاً التخفيف والتيسير: مثاله: إن الله تعالى أمر بثبات الواحد من الصَحابَة للعشرة في قوله تعالى:*
{إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[ الأنفال:65]
ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى :
{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[الأنفال:66]
أي أنهم يخلطون بين النسخ والإنساء, لا بل أنهم لم يتكلموا عن الإنساء أبداً, والموضوع بالنسبة لهم هو ناسخ ومنسوخ فقط.(المؤلف).
ويعتقدون أن هذا المثال يدل دلالة واضحة على التخفيف والتسير ورفع المشقة، حتى يتذكر المسلم نعمة الله عليه.
-3 مراعات مصالح العباد.
والمقصود هو إيهام العباد أن الأمر لمصلحتهم ولكن إن تأملوا جيداً في المصلحة لوجدوا أنها تصب في مصلحة الملأ, وليس في مصلحة العامة.(المؤلف).
-4 ابتلاء المكلف واختباره حسب تطور الدعوة وحال الناس.
د- أقسام النسخ في القرآن الكريم
-1 نسخ التلاوة والحكم معاً.
رُوي عن السيدة عائشة*أنها قالت: كان فيما نزل من القرآن:"عشر رضعات معلومات يحرّمن " فنسخن خمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مما يقرأ من القرآن". ولا يجوز قراءة منسوخ التلاوة والحكم في الصلاة ولا العمل به، لأنه قد نسخ بالكلية. إلا أن الخمس رضعات منسوخ التلاوة باقي الحكم عند الشافعية.
هذا الحديث المشبوه هو قمة في الطعن في كتاب الله.(المؤلف).
-2 نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
يُعمل بهذا القسم إذا تلقته الأمة بالقبول، لما روي أنه كان في سورة النور:
"الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالاً من الله والله عزيز حكيم"، ولهذا قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي.
وهذا يناقض نص القرآن الصريح في هذه الحالة بالذات في قوله تعالى :
(الزانية*والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تاخذكم بهما رافة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) النور 2
(المؤلف).
وهذان القسمان: (1- نسخ الحكم والتلاوة) و (2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم) قليل في القرآن الكريم، ونادر أن يوجد فيه مثل هذان القسمان، لأن الله سبحانه أنزل كتابه المجيد ليتعبد الناس بتلاوته، وبتطبيق أحكامه.
-3 نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
فهذا القسم كثير في القرآن الكريم، وهو في ثلاث وستين سورة.
مثاله:
الآية المنسوخة*
فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (البقرة / 109)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
وسبب أنهم أزالوا العفو وأقروا بقتل المشركين لأن سلطانهم أراد أن يشجع على الجهاد وفتح البلاد.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (البقرة / 115)*
الآية الناسخة :*
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (البقرة / 144)*
وهذا إنساء وليس نسخاً كما بينا ذلك في المقدمة(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ (البقرة / 180)*
الآية الناسخة :*
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ (النساء / 7)*
ولكن الناسخ في هذه الحالة كان للحديث القائل (لا وصية لوارث).(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (البقرة / 183)*
الآية الناسخة :*
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ (البقرة / 187)*
هذا كلام غير صحيح على الإطلاق لأن الرفث في الليل لم يكنموضحاً بنص والآن أصبح موضحاً فالآية الأولى غير منسوخة وإلا كان الأمر بالصيام قد أصبح منسوخاً.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ (البقرة / 184)*
الآية الناسخة :*
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (البقرة / 185)*
هذا هو خلط أخر.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ (البقرة / 191)*
الآية الناسخة :*
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ (البقرة / 193)*
إن شرح القاعدة أن لا قتال في المسجد الحرام حتى يقاتلونكم فيه فهذا ليس نسخ وليس إنساء على الإطلاق.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ (البقرة / 217 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
لا علاقة بين الشهر الحرام وقتال المشركين لأنكم إن قرأتم آيات سورة التوبة لوجتم أنها حالة خاصة لمعاهدة حدثت في عصر الرسول تنتهي بعد إنقضاء الأشهر الحرم.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ (البقرة / 240 )*
الآية الناسخة :*
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (البقرة /234 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (البقرة /284 )*
الآية الناسخة :*
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا (البقرة /286)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ (آل عمران /102 )*
الآية الناسخة :*
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (التغابن /16 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ -إلى قوله :- إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (النساء 15 -16 )*
الآية الناسخة :*
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا (النور /2 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ (النساء /33 )*
الآية الناسخة :*
وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ (الأنفال /75 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى (النساء /43 )*
الآية الناسخة :*
إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ (المائدة /90 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء
والسكر ليس في شرب الخمر فقط وهناك أدوية يأخذها الإنسان فتصيبه بالسكر وعليه فإن لكل آية خاصيتها.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا (النساء /63 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (النساء /81 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ إلى قوله : سُلْطَانًا مُبِينًا (النساء /90 -91 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (النساء /92 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ (المائدة /2 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ (المائدة /42)*
الآية الناسخة :*
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (المائدة /49)*
هذا ليس نسخ وليس إنساء ولكنه تأكيد على أن الرسول لا يحكم إلا بما أنزل الله عليه أصلا.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ (المائدة /106)*
الآية الناسخة :*
وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ (الطلاق /2)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (الأنعام /68)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام /106)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ -إلى قوله :- وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ (الأنعام /141)*
الآية الناسخة :*
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ (التوبة /60)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ (الأنفال /1)*
الآية الناسخة :*
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ (الأنفال /41)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا (الأنفال /61)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ (الأنفال /65)*
الآية الناسخة :*
الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ (الأنفال /66)*
هاتين الآيتين كما نراهم هم إنساء وليس نسخ(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ (الأنفال /72)*
الآية الناسخة :*
وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ (الأنفال /75)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا (التوبة /41)*
الآية الناسخة :*
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً (التوبة /122)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (حجر /85)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (حجر /94)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل /125)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً (النور/3)*
الآية الناسخة :*
وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ (النور/32)*
ولكنهم يعملون بنسخ القرآن بالأحاديث في هذه الحالة (المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (الم السجدة /30)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَ